إيناس المرقب: موجهة الأمل في عالم العمل الاجتماعي

إيناس المرقب: موجهة الأمل في عالم العمل الاجتماعي

تعتبر إيناس المرقب واحدة من الشخصيات البارزة والمهمة في مجال العمل الاجتماعي في الإمارات، حيث استطاعت من خلال مسيرتها الأكاديمية والمهنية أن تترك بصمة واضحة في هذا المجال. من خلال عملها في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وتدريبها المستمر للعاملين الاجتماعيين، أصبحت إيناس نموذجًا ملهمًا في تقديم الدعم والمساعدة للفئات المختلفة من المجتمع، وخاصة النساء والشباب.

البداية الأكاديمية: رحلة علمية مليئة بالإنجازات

إيناس المرقب بدأت مسيرتها الأكاديمية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية في عام 2015، وهو ما يعد نقطة انطلاق قوية في عالم العمل الاجتماعي. ومع سعيها المستمر لتوسيع معرفتها وتعميق فهمها في هذا المجال، تابعت دراستها الأكاديمية وحصلت على درجة الماجستير في نفس التخصص، تخصص الصحة النفسية والعمل الاجتماعي، حيث تخرجت في عام 2017. هذا التخصص ساعدها بشكل كبير في التعرف على النظريات والأساليب الحديثة التي يمكن من خلالها تحسين الوضع الاجتماعي والنفسي للأفراد، وبالأخص الفئات الأكثر احتياجًا.

العمل الميداني: من التدريب إلى تطوير المجتمع

أحد أهم محاور إسهامات إيناس هو تدريب وتعليم الأجيال القادمة من العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية. فقد بدأت بتدريب الطلاب والعاملين الاجتماعيين منذ بداية حياتها المهنية، حيث شاركت في العديد من البرامج التدريبية وورش العمل التي تهدف إلى تنمية المهارات المهنية والإجتماعية لدى هؤلاء العاملين. لم تقتصر إيناس على التعليم الأكاديمي فقط، بل كانت دائمًا تسعى لتطبيق المعرفة النظرية في الميدان من خلال التدريب الفعلي في المؤسسات المجتمعية.

خلال سنوات عملها، تطورت إيناس لتكون مدربة معتمدة في مجال العمل الاجتماعي، حيث نظمت العديد من البرامج التي تدعم المجتمع الإماراتي، خاصة تلك التي تخص الصحة النفسية والرفاه الاجتماعي. شاركت في تدريب العاملين الاجتماعيين في العديد من المؤسسات الحكومية مثل مركز التنمية الأسرية وأيضا المؤسسات الخدمية في أبوظبي، مما جعلها من الشخصيات المؤثرة في مجال العمل الاجتماعي على مستوى الإمارات.

دور مميز في تمكين المرأة

إيناس كانت حريصة دائمًا على تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، وهو أمر يعكس اهتماماتها الكبيرة بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للنساء. وقد قامت بتطوير برامج تدريبية موجهة خصيصًا للنساء بهدف رفع الوعي الاجتماعي والنفسي، وتعليمهن كيفية التعامل مع التحديات التي يواجهنها في حياتهن اليومية. وكانت تشجع النساء على أخذ المبادرات والقيادة في مجتمعاتهن، مؤكدة على أهمية التعليم والتطوير المستمر في تحقيق هذا الهدف.

إيناس تؤمن بأن تمكين المرأة هو أحد أعمدة تطوير المجتمع، ولذلك كانت دائما على تواصل مع الجهات المعنية لتقديم برامج دعم وإرشاد للمجتمعات النسائية، مما ساهم في تحسين أوضاعهن بشكل ملموس.

توجيه الطلاب وإعدادهم لسوق العمل

إيناس لا تقتصر مهمتها على التعليم الأكاديمي فقط، بل أيضًا على تقديم التوجيه المهني للطلاب المتخرجين، حيث تسعى دائمًا لتقديم الاستشارات الأكاديمية والمهنية لهم، لمساعدتهم على فهم سوق العمل ومتطلباته. كانت دائمًا حريصة على أن تزرع في طلابها القيم الإنسانية والمهنية، وتشجيعهم على العمل الجاد والمساهمة الفعالة في المجتمع.

لقد أصبحت إيناس مرشدًا أكاديميًا للمئات من الطلاب في قسم العمل الاجتماعي في جامعة الإمارات، وكان دورها في توجيههم يهدف إلى تجهيزهم لحياة مهنية مثمرة. هذه القدرة على التأثير في حياة طلابها جعلتها واحدة من الأساتذة الأكثر احترامًا وتقديرًا في الجامعة.

مساهمات إيناس في البحوث الاجتماعية:

إيناس لم تكتفِ بتدريس الطلاب وتدريبهم فقط، بل أيضًا قامت بالعديد من الدراسات البحثية في مجال العمل الاجتماعي، والتي تهدف إلى تحسين الممارسات الاجتماعية وتطوير الطرق العلاجية المستخدمة مع الفئات المختلفة في المجتمع. من خلال هذه الأبحاث، كانت تسعى دائمًا إلى إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي يواجهها العاملون في هذا المجال، وكذلك المساهمة في تطوير السياسات الاجتماعية التي تساهم في رفع جودة الحياة في المجتمع.

الاستمرارية في العطاء: إيناس كمشرفة أكاديمية ميدانية

إيناس لم تكتفِ بتقديم الدروس والمحاضرات فقط، بل قامت بدور المشرف الأكاديمي الميداني للطلاب في قسم العمل الاجتماعي، حيث كانت تشرف على تدريب الطلاب في المؤسسات الحكومية. هذا الدور جعلها قريبة من تطبيق المفاهيم الأكاديمية على أرض الواقع، وبالتالي تزويد الطلاب بتجربة عملية غنية، مما ساهم في تطوير مهاراتهم وتحضيرهم بشكل كامل للالتحاق بسوق العمل.

ختامًا: شخصية ملهمة تترك بصمة دائمة

إيناس المرقب ليست فقط أستاذة جامعية، بل هي أيضًا موجهة وأم للأجيال القادمة من المتخصصين في العمل الاجتماعي. من خلال تدريبها، دعمها، وأبحاثها، استطاعت أن تساهم بشكل إيجابي في تحسين الوضع الاجتماعي والنفسي للأفراد والمجتمع. تميزت بقدرتها على الدمج بين العمل الأكاديمي والعملي، مما جعلها من الشخصيات الفعالة والمؤثرة في مجالها. إيناس المرقب هي نموذج حي للمثابرة والعطاء، وهي تواصل العمل بكل شغف لتدريب وتعليم الجيل القادم الذي سيواصل مشوارها في خدمة المجتمع.