كتب/أحمدوصفي
تُجسد الدكتورة هياء أحمد محمد الغراس نموذجًا بارزًا للمرأة العربية التي تجمع بين العمل الأكاديمي والجهود المجتمعية، وتُبرز صورة مشرفة للمرأة السعودية الطموحة في مجالات البحث، التعليم، والتدريب.
تنحدر الدكتورة هياء من منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، وقد شغلت منصب مساعدة شؤون التدريب في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم، وهو منصب تطلب منها الجمع بين المهارات الإدارية والخبرات التربوية لخدمة العملية التعليمية، كما شاركت كمُحاضِرة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، حيث ساهمت في برامج تهدف إلى نشر ثقافة الحوار، التسامح، والانفتاح الفكري، وهي قيم باتت اليوم من ركائز التنمية الاجتماعية في المملكة.
واحدة من أبرز محطاتها الفكرية كانت في عام 2015، حين قدمت ندوة “عقول آمنة” التي ناقشت سُبل التصدي للتطرف الفكري، ونالت حينها إشادة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، الذي وصف المبادرة بـ”الإبداع المتفرّد في توقيتها ومضمونها”، مؤكداً على أهميتها في تحصين المجتمع من الانحرافات الفكرية.
مسار تعليمي متميز بأطروحة نوعية حول الذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر في عام 2023، التحقت الدكتورة هياء الغراس بـكلية إدارة الأعمال في أكاديمية بناة المستقبل الدولية، الوكيل الحصري لجامعة ميريلاند الأمريكية في مصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة. وهي الآن على أعتاب مناقشة أطروحتها العلمية ضمن برنامج الدكتوراه المهنية، وذلك يوم 21 مايو 2025.
وقد قدمت بحثًا أكاديميًا بعنوان:
“أثر تطبيق نظام التنبؤ القائم على الذكاء الاصطناعي على كفاءة إدارة المخاطر المؤسسية – دراسة تطبيقية على المنشآت الصناعية”،
ويتناول البحث توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة اتخاذ القرار داخل المؤسسات الصناعية، وهو طرح علمي يعكس فهمًا دقيقًا للتوجهات التكنولوجية الحديثة ودورها في إدارة المخاطر المؤسسية.
أشرفت على تدريبها خلال فترة الإعداد للمناقشة الدكتورة مها فؤاد، رئيس مجلس إدارة الأكاديمية، وراعية الابتكار والابداع في الوطن العربي، التي تُعد من الشخصيات الرائدة في البحث العلمي.
يعد مسار الدكتورة هياء الغراس الأكاديمي والتربوي انعكاسًا لرؤية المملكة العربية السعودية في تمكين المرأة وتفعيل دورها في مسارات التنمية الشاملة. فهي تمثل مثالًا لامرأة عربية استطاعت أن توظف العلم، والخبرة، والمسؤولية المجتمعية في خدمة مجتمعها وقضاياه، سواء من خلال المنابر التعليمية أو البحثية أو من خلال المبادرات الفكرية.
ويأتي هذا النموذج في سياق أكبر تتبناه أكاديمية بناة المستقبل الدولية في تمكين الباحثين العرب، ورفدهم بالأدوات الحديثة والمعرفة التطبيقية، لمواجهة التحديات المتغيرة في بيئاتهم المهنية، وتعزيز أثرهم المجتمعي والاقتصادي.