[الرياض / موسكو] – في ظل تسارع التحول الرقمي، لم يعد الذكاء الاصطناعي والحلول المعتمدة على البيانات مجرد تقنيات مستقبلية، بل أصبحت اليوم أصولًا استراتيجية رئيسية للشركات في جميع أنحاء العالم. ومع بروز هذه الحقائق، تغيّر السؤال من “هل نستثمر في الذكاء الاصطناعي؟” إلى “كيف نستثمر فيه بالشكل الصحيح لتحقيق أفضل عائد؟” وما هي البنية التحتية والقرارات المعمارية الأنسب لضمان استدامة هذه الاستثمارات.
منصة تجمع الرؤية العالمية بالأدوات العملية
في هذا السياق، نظمت شركة دوك للتقنيات الروسية بالتعاون مع شركة مدلكس القابضة من المملكة العربية السعودية مؤتمر دوك – مدلكس الأول للذكاء الاصطناعي والبيانات، الذي مثّل منصة للحوار حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحلول المعمارية والبنية التحتية، وتحول الأنظمة المعلوماتية في المؤسسات.
تم تصميم برنامج المؤتمر كرحلة تبدأ من الرؤية العالمية وتنتهي بالأدوات العملية للتنفيذ، ما أتاح للحضور الاطلاع على أحدث التوجهات وتجارب البلدين في هذا المجال.
كلمة افتتاحية تشدد على البُعد الإنساني للتقنية
افتتح صقر الكاظم (مؤسس ورئيس مجلس إدارة مدلكس القابضة والشريك المؤسس لشركة روك سوفت) أعمال المؤتمر بكلمة بعنوان:
«التكنولوجيا ليست أداة — إنها قرار نفسي»
هذا الطرح دفع الحضور للتفكير في الجوانب العميقة لاتخاذ القرارات التقنية وأهمية النهج العابر للثقافات في الأعمال الدولية. وأكد صقر الكاظم أن تطبيق التكنولوجيا هو في المقام الأول عمل مع البشر قبل أن يكون مع التقنية، مشيرًا إلى أن مقاومة الجديد غالبًا ما تنبع من مخاوف مثل الخوف من الاستبدال أو عدم الكفاءة أو فقدان السيطرة، وأن تجاهل هذه العوامل يقود إلى فشل المشاريع وخسارة الاستثمارات.
التركيز على الإنسان قبل التقنية
أوضح صقر الكاظم أن نجاح التكنولوجيا يعتمد على استعداد الناس لتبنيها، وحدد ثلاث مجموعات رئيسية يجب مراعاة دوافعها ومخاوفها: البائعون، المشترون، والمستخدمون النهائيون. كما عرض أمثلة من روسيا والسعودية توضّح كيف أن تجاهل العامل النفسي يؤدي إلى الضغط وانعدام الثقة وانهيار مشاريع بملايين الدولارات، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في التكيف التدريجي عبر منح الوقت، تدريب مجموعات تجريبية، وإظهار الفوائد بشكل عملي.
رؤية مشتركة للمستقبل
يُبرز المؤتمر التزام دوك للتقنيات ومدلكس القابضة ببناء جسور التعاون بين السعودية وروسيا في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي، وتوفير منصة عملية للحوار حول مستقبل هذه التقنيات وأثرها على المؤسسات والاقتصادات.