جامع آل سعد عبدالوهاب: منارة إيمانية في قلب العزبة
في قلب عزبة سعد عبدالوهاب، التابعة لقرية طوخ الخيل بمحافظة المنيا، يقف مسجد آل سعد عبدالوهاب شامخًا، كأنه قلب نابض بالإيمان في جسد العزبة، يحمل على جدرانه عبق التاريخ، وفي أركانه سكينة الأرواح التي عمرته بالذكر والقرآن عقودًا طويلة.
● التأسيس والبداية
تعود نشأة المسجد إلى ما بين عامي 1909 و1911م، حين بُني على تقوى من الله ورضوان، ليكون بيتًا للطاعة وموطنًا للسكينة، ومكانًا يتجمع فيه أهل العزبة للصلاة، والتشاور، وتزكية النفوس.
● التجديد والاتساع
في عام 2013م، شهد المسجد نقلة عمرانية كبرى، حيث جرى تجديده بالكامل بجهود ذاتية خالصة من أبناء العزبة وغيرهم من أهل الخير، فصار أكثر اتساعًا وحداثة، بمساحة تستوعب ما يزيد عن 1000 مصلٍّ في طابقيه، مع توفير مرافق متكاملة تُلبي حاجة المصلين، منها: دورات مياه، مكتبة علمية، ساحة مخصصة لصلاة العيد، ومصلى للسيدات.
● أكثر من مجرد مسجد
منذ تأسيسه، لم يكن مسجد آل سعد عبدالوهاب مكانًا للصلاة فحسب، بل كان دومًا مركزًا حيويًا للعلم والدعوة، ونقطة انطلاق لكثير من الأنشطة الدينية والتربوية، خاصة بالتعاون مع مدرسة القرآن الكريم بالعزبة، والجمعية الشرعية التي لعبت دورًا بارزًا في تفعيل رسالته الدينية.
وكان من أبرز من تولّوا إمامة المسجد وخطب منبره الشيخ أحمد عبداللطيف عمر سعد رحمه الله، كما ارتبط صوت الأذان في أذهان الناس بصوت الشيخ أحمد محمد عثمان سعد، والشيخ محمد أحمد أبوبكر سعد، رحمهم الله جميعًا، الذين حملوا على عاتقهم شعيرة الأذان بحبّ وإخلاص.
● محطة قرآنية سنوية
ويُعد المسجد الراعي الرسمي لواحدة من أبرز الفعاليات القرآنية السنوية في المنطقة، وهي مسابقة “اقرأ وارتقِ”، التي يشارك فيها المئات من أبناء العزبة وخارجها، وتُقام بالتعاون مع مدرسة القرآن والجمعية الشرعية، سعيًا لنشر ثقافة القرآن، وتحفيز النشء على الحفظ والفهم والتدبر
● روح في المناسبات
يحتضن المسجد صلوات العيدين، ومناسبات عقود الزواج، كما كان ولا يزال بيتًا لكل من قصد الخير، ومقصدًا دينيًا وروحيًا لأهل العزبة والزائرين على السواء.
● في الختام
جامع آل سعد عبدالوهاب ليس مجرد بناءٍ عتيق أو مؤسسة دينية، بل هو امتداد لروح المكان وتاريخه، ورمز للتماسك الاجتماعي، والتدين الفطري، والمحبة التي تربط أهالي العزبة ببعضهم.
منه يبدأ اليوم، وفيه تنتهي الخُطى بخشوع وسلام.