جنى فتحي سمير، فنانة تشكيلية مصرية شابة، تسير بخطى واثقة في عالم الفنون التشكيلية لتصنع لنفسها بصمة فريدة. بلمساتها الفنية وإحساسها العميق، استطاعت جنى أن تحول اللوحة إلى مساحة تعبيرية تنبض بالمشاعر والحكايات. كل ضربة فرشاة لديها تحمل جزءًا من روحها، وتجعل الفن أقرب ما يكون إلى نافذة تطل منها على العالم، وأحيانًا إلى مرآة تعكس أعمق زوايا ذاتها.
جنى لا ترى الفن مجرد وسيلة للتعبير الجمالي؛ بل تعتبره لغة شخصية تُظهر ما قد تعجز الكلمات عن وصفه. في ظهورها الأخير ببرنامج “سامي والناس”، شاركت الجمهور رؤيتها العميقة للفن كوسيلة للشفاء من أوجاع الجسد والروح. تقول جنى: “حينما أمسك بالفرشاة وأغمرها بالألوان، أشعر وكأنني أعالج نفسي. الفن ليس فقط ما أقدمه للعالم، بل هو ما أقدمه لنفسي أولاً”.
من خلال لوحاتها، تسعى جنى إلى تجسيد المشاعر البشرية في أصدق حالاتها. تعبر عن لحظات الحزن، السعادة، الألم، والفرح بأسلوب فني يمزج بين الواقعية والرمزية. ترى أن لكل لون في لوحاتها معنى خاصًا، ولكل خط حكاية، وكأن كل لوحة تمثل فصلًا من كتاب حياتها.
وتضيف جنى أن الفنون التشكيلية كانت دائمًا وسيلتها للتعامل مع التحديات التي تواجهها. في كل مرة شعرت بالإرهاق أو الحزن، وجدت أن الرسم هو الطريقة الأكثر صدقًا للتنفيس عما بداخلها. “الفن علمني كيف أحتضن نقاط ضعفي، وكيف أجد القوة فيها. كل لوحة أرسمها هي شهادة على معركة خضتها وخرجت منها أقوى”، هكذا وصفت جنى رحلتها مع الإبداع.
عندما ننظر إلى أعمال جنى، نجد أنها تحمل رسالة عميقة؛ وهي أن الفن يمكن أن يكون شفاءً، لغةً، وأسلوب حياة. ترى أن مهمة الفنان ليست فقط أن يخلق الجمال، بل أن يجعل الآخرين يشعرون بأنهم جزء من هذا الجمال.
في ختام حديثها، وجهت جنى رسالة شكر مليئة بالحب والامتنان لعائلتها، قائلة: “لولا دعمكم ما كنت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم. شكرًا لأبي الذي كان دائمًا مصدر وقوتي، وأمي التي أحيطتني بحنانها ودعواتها، وأختي يارا التي شاركتني كل لحظات الفرح والدموع. شكري الكبير لجدي حماده وجدتي بديعه، اللذين غرسا بداخلي حب الحياة والصبر على التحديات. وأخيرًا، لسيف الدين، شريك رحلتي وداعمي، الذي جعل الطريق أجمل مما كنت أتخيل”.