لتقي في هذا الحوار بالأستاذ علي معوض المحامي
كتب / خيري رضا
نلتقي في هذا الحوار بالأستاذ علي معوض المحامي، ونود أن نتقدم له بخالص الشكر والامتنان على هذا الحديث الصحفي القيم. نعبر له عن تقديرنا العميق وإعجابنا بشخصيته المتميزة التي تجمع بين الثقافة والعلم. الأستاذ علي معوض هو نموذج مشرف للمحامين الشباب الذين نكنّ لهم كل الاحترام والتقدير، لما يعكسونه من صورة مشرقة لمهنة المحاماة أمام المجتمع والرأي العام.
نرسل تحية طيبة للأستاذ علي معوض، متمنين له المزيد من النجاح والتألق في مسيرته المهنية بمجال المحاماة.
سؤال: أستاذ علي معوض بصفتك محاميًا، لماذا يخشى البعض التعامل مع المحامين بدعوى أنهم يدافعون عن القتلة والمجرمين وتجار المخدرات، رغم وعيهم بأن هؤلاء يضرون المجتمع؟
إجابة: أتحدث هنا عن نفسي أولاً، وأعلم أن العديد من زملائي المحامين يشتركون معي في هذا الفهم. بالنسبة لي، الأهم هو قناعتي الشخصية وإيماني بالقضية وبالموكل نفسه، وهل هو بريء أم مذنب. مع ذلك، هناك قناعة راسخة لديّ بضرورة الالتزام بتطبيق القانون وضمان صحة الإجراءات القانونية التي اتخذها مأمور الضبط القضائي. هدفي الأساسي هو توفير محاكمة عادلة للمتهم، حيث يبقى القضاء هو السلطة الوحيدة التي تقرر البراءة أو الإدانة بناءً على الأدلة وسلامة الإجراءات. دوري كمحامٍ لا يتعدى التأكد من صحة تطبيق القانون ومنع التجاوزات والتلفيق الذي قد يهدد حقوق الأبرياء بالظلم.
إذن، تتمثل وظيفتي في الحفاظ على سيادة القانون وتوضيح مدى التزام الإجراءات بالقواعد القانونية لحماية الأبرياء من الوقوع ضحية لأي تجاوزات خارج إطار القانون.
سؤال: لماذا إذن تدافع عن شخص اعترف بجريمة قد ارتكبها بالفعل؟
إجابة: دوري كمحامٍ لا يفرق بين مذنب وبريء. ليس من مسؤوليتي الحكم على المتهم أو تصنيفه؛ وإنما أسعى لضمان تطبيق القانون بصورة عادلة ودون تمييز. الأهم بالنسبة لي هو كشف الأخطاء أو التجاوزات في إجراءات مأمور الضبط القضائي لمنع وقوع أي انتهاك لحقوق الأفراد. مهمة المحامي هي ترسيخ مبادئ العدالة في المجتمع والحفاظ على حرية الإنسان وكرامته. علما بأنه قد يوجد اعتراف يكون وليد إكراه مادي ومعنوي أي عندما يتم ممارسه الضغط متهم سواء بالضرب أو التهديد أو الايذاء أليس هذا يعد إكراه علي الاعتراف.
سؤال: هل هذا يعني أنك تستغل الثغرات القانونية لتبريء المتهم؟
إجابة: في الحقيقة، لا يوجد مفهوم يُعرف بـ “الثغرات” في القانون كما يروج البعض. ما أفعله هو التحقق من مدى تطابق الوقائع والأدلة والإجراءات الواردة في محضر القضية مع النصوص القانونية. أسعى لتحديد مدى وجود أخطاء أو تجاوزات أو تلفيق. الأسئلة التي نطرحها هي: هل الإجراءات مطابقة للقانون؟ هل حدث اعتداء على حرية الشخص؟ هل وقعت كيدية أو تلفيق؟ هذه الأمور هي الفيصل في تحديد البراءة أو الإدانة.
القضاء بدوره يلعب دورًا مجتمعيًا كبيرًا، حيث يعمل على تحقيق التوازن والعدالة بين أفراد المجتمع. إذا اختل هذا الميزان، سيصبح الجميع عرضة للاتهام زورًا بجرائم لم يرتكبونها، مما يمنح فرصة للبعض لاستغلال سلطتهم في تلفيق التهم للأبرياء. من هنا تأتي أهمية دور القوانين كحائط حصين يحمي الحقوق والحريات. كذلك، دوري كمحامٍ هو إبراز الأخطاء القانونية إن وجدت لضمان السير السليم للعدالة.
في نهاية المطاف، ما يضفي جمالاً على مهنة المحاماة هو الشعور بالسعادة عندما يعاد الحق إلى أصحابه. المشاعر التي تنتاب المحامي من ذوي واهلية المظلومين بعد حصولهم على العدالة هي بمثابة أجمل مكافأة معنويه
سؤال: من وجهة نظرك، ما أوجه التشابه والاختلاف بين مهنة الطب ومهنة المحاماة؟
إجابة: لا أرى فرقًا كبيرًا بين المهنتين، فكلاهما يحتلان مكانة نبيلة وشريفة للغاية ولهما تاريخ عريق. الطبيب ينقذ حياة إنسان قد يكون مسؤولاً عن إعالة أسرة كاملة، وبالتالي إنقاذه يعني إنقاذ أسرة بأكملها. وكذلك المحامي، فإن الدفاع عن متهم مظلوم وإنقاذه من السجن قد يحمي أسرة بأسرها من الضياع.
دور المحامي لا يقل أهمية عن دور الطبيب؛ فالإنسان الذي يتعرض للظلم أو الاعتداء اول من يلجأ إليه عند تعرضه للاعتداء أو الاذي أو الظلم هو المحامي من أجل محاوله إعادة حقه المسلوب وبدون المحامي لن تكون هناك عداله كامله في المجتمع المحامي هو اول ملجأ لشعور الإنسان المظلوم بالامان وان هناك من يساعده الي إعادة حقه أو طرح وجهة نظره لجهات العداله و الجهات الشرطيه
– سعدنا بلقاءك و لنا لقاء قريب إن شاء الله لتحدثنا عن بعض الأمور القانونيه
تحت امرك
اجري الحوار خيري رضا
المحرر بجريدة
اكستيرا نيوز
ؤ