مُـنتدىٰ الـسّودان للأَعمـال 2024،
“حـيثُ التقَـت الأحـلام بـالفُـرص”،
يُعتبر منتـدى السودان للأعمال منصة رائدة ومحورية، يُمثل شَبكة تواصـل مهنيـة تَجمع جَميع روّاد الأعمـال والمبادرين في بيئـة تفاعلية واحدة، تهدف إلى تبـادل الخِبرات، التَـجارب، والفُرص في عالم الأعمال المتنامي.
لقد تم تدشين نُسختين سابقـتين منه في الخُرطـوم في السنوات الماضية، و كانت كل نسخـة منـه تتبنـى شِعارًا مُختلفًا، مع تحديد أهداف مُتفردة تسعى إلى تعزيز دور الشباب في مجال الأعمال. يُعتبر هدف الـمنتدى الأساسي هو توفير بيئـة داعمـة للشباب السّوداني، ورسم طريق واضح نحو بنـاء جِسر مَتين يَربط بين العقول الطَموحـة والفرص الواعدة، حيث يمكّن المنتدى المشاركين من اكتساب المعرفة والموارد اللازمة لتحقيق أحلامهم.
في السادس عشر من نوفـمبر، شهدنا مُنتدى السودان للأعمال في نسخته الثًالثة، تحت شعار ” البيزنس علاقات”، ليكون حدثًا متميزًا يتطلع المندوبون فيه إلى بناء شراكات فعالة.
نظراً للظروف الجَارية في البـلاد، جاءت هذه النسخة مع تحديات استثنائية، إذ أقيمت من قلب قاهـرة المِعـز في جمهورية مـصر، مما أضفى طابعًا متنوعًا وثقافيًا على المنتدى. فقد كانت تلك التجربة فريدة من نوعها، إذ انطلقت في ظرفٍ زمني لا يَتجاوز الأسبـوعين، مما أعطى فرصة للعديد من المشاركين للاستفادة من الموارد والفرص الموجودة في بيئة مختلفة. وعلى الرغم من المصَاعِب والتَحديات، نجحت النُسخة وحظيت برواج كـبير، حيث تم اعـداد منتدى يَليق بطموحات الشباب السوداني ويَستحق فَخره وإبداعاته.
بدأ المنتدى في قاعة “كابيتال بالاس” بمدينة نَصر، في تمام الساعة الرَّابعـة مساءًا، وكانت الأجواء مشحونة بالحماس والطاقة الإيجابية.
تضمن الافتتاح كلمـة المنتدى التي قدّمها السيّد محمد حمـزة، مؤسس نادي السودان للأعمال، حيث بدأ التحدث بعبارات من الشكر والثناء، مُعبرًا عن حمده لله، وامتنانه للحضور، وحنينه لوطنه. كما أشار إلى أهمية الدعوات القلبية للقوات المُرابطة، للشُّهداء، الجَـرحىٰ والمُصـابين، مُعبرًا عن أمله في العودة لأحضان منازلنـا، وذكريـاتنا العزيزة. وقد اختتم كلمته بالوعود الصادقة للعمل بكل جهدٍ لدعم الشباب السودانين وتقديم يد العون لهم سواء داخل البلاد أو خارجها.
حَضر المنتدى كوكبة مُمَيّزة من الشباب المصريين والسودانيين، كلًا منهم يحمل طموحـه وأحلامه الفريدة، كما تواجد مجموعة من أفضل المُرشدين والمتحدثين في مجالات متنوعة، الذين شاركوا بخبراتهم وأفضل الممارسات، ليقدموا بوصـلة وخارطة للشباب ليبدأوا أول خطواتهم في طريق النجاح. كانت الهدف من حضور عدد من المتحدثين هو إثراء اللقاء بأفكار جديدة وتوجيه الشباب نحو أفق جديد من المعرفة.
المتحـدث الأول كان السيّد أحمد عبد الفتّاح، المصري الجنسية ومتخصص في أسواق المال، حيث تطرق إلى مواضيع مثل التداول، العملات الرقمية والفوركس، مُشيرًا إلى أهم أساسيات هذه المجالات وأساليب النجاح فيها.
المتحدث الثانـي كانت السيّدة شوشو عبود، رائدة أعمال سودانية ومؤثرة على السوشال ميديا، حيث شاركت تجربتها في تنظيم البازارات في السوق المصري وبيّنت فوائدها وطرق نجاحها، مُلهمةً الشباب لتطبيق الأفكار المبتكرة.
فيما تحدث المتحدث الثـالث، السيّد هشام المساعد، مستشار استراتيجـي ومدير تسويق، عن أهمية الخطط الاستراتيجية وكيفية وضع خطط التسويق للمشاريع والشركات، موضحًا أهمية التكيف مع التغيرات السوقية.
المتحدث الرابع، السيد أحمد الشيخ، مستشار قانوني مصري ومحامـي حُـر، تناول الوضع القانوني للشركات ومُسهبًا في أبرز الخطوات اللازمة لتسجيل الشركات والنشاطات السودانية في جمهورية مصر، وذلك لتوعية رواد الأعمال بتفاصيل ومتطلبات السوق.
بعد تلك العروض الرائعة، انتقـل المنتدى إلى فقـرة بالغ الأهمية، وهي فقرة التوجيـه والإرشاد. حيث تم توفير عدد من المرشدين المتخصصين في مجالات عدة، مما أتاح لكل شخص من الحضور أن يجَلس لمدة 5 دقائق مع المرشد الذي يختاره، ليتناقش حول جميع استفساراته وأفكاره.
من بين هؤلاء، كانت المستشارة في التسويق والفريلانس، الأستاذة ولاء سالمان، التي تتمتع بخبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في هذا المجال وتحمل رؤى مبتكرة في تسويق العلامات التجارية.
المرشد الثاني كان الأستاذ/ يوسف مـاكس، مختص تسعير في السوق المصري، الذي استعرض خبرته الواسعة في استراتيجيات التسعير والجوانب المالية.
أما المرشدة الثالثة، الأستاذة/ بوران عبدالرحمن، مُتخصصـة في العلاقات العامة وإدارة الفعاليات، فقد قدّمت نصائح متعددة عن كيفية بناء العلاقات بشكل استراتيجي.
المرشد الرابع، الأستاذ/ مُعتـز عيد، خبير اللوجيستيات، تحدث عن الأنظمة الفعالة في خدمات التوصيل وكيفية تحسين تجربة العميل.
فيما قدّم المرشد الخامس، الأستاذ/ حسين غريب، إحصائي تسويق أغذية ومشروبات، رؤى حول كيفية تحليل السوق وضمان الجودة في المنتجات الغذائية.
كما تواجد أيضًا المرشد السادس، الأستاذ/ ميري فيصـل، والذي يُعتبر أخصائي أبحاث السوق، حيث شارك بالأدوات والخبرات اللازمة لفهم المتغيرات التي تؤثر على الأسواق.
في النهاية، انتقـل الحضور إلى فقـرة ” التشبيك والعلاقات”، حيث تمكن الجميع من التعرف على مجالات بعضهم البعض، تبادل النصائح، الاستشارات وكروت العَمـل.
لم يَكُن هذا المنتدى مجرد لقـاء مهنـي عابر، بل كان فضـاءًا يجمع القـلوب، يُحتضن العقول ويوقـد شرارة الإلهام في كُلِ زاويـة.
يتعهّد جميع الفريق العامل بأن تكون النُسخ القادمة مَليئـة بالمزيد من الإبداع والابتكار، فكل مشاركة تعتبر خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للشباب السوداني والمجتمع ككل.