“نحو العالمية.. كيف يحوّل شاب مصري الوطنية إلى تكنولوجيا تخدم الملايين؟”
في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا هي كلمة السر في بناء الدول، يخرج من قلب مصر شاب اختار أن يواجه التحديات لا بالكلام، بل بالفعل. أربع تطبيقات ذكية تحمل بصمته وتفتح أبوابًا جديدة أمام الاقتصاد والمجتمع. “الجريدة” التقت به في حوار خاص، لتكشف أسرار رحلته، ورؤيته للمستقبل.
■ لنبدأ من البداية.. من أين جاءت الفكرة؟
– الفكرة لم تولد بين ليلة وضحاها. أنا نشأت في أسرة علمتني أن حب الوطن فعل قبل أن يكون كلمة. وبعد تخرجي في الأكاديمية البحرية، لم أكتفِ بالتخصص، بل توسعت في دراسة القانون الدولي والإعلام، وأعددت بحثًا عن مكافحة الإرهاب الفكري. كل ذلك شكّل خلفية جعلتني أؤمن أن مصر بحاجة إلى عقول شابة تترجم هذا الحب إلى مشروعات حقيقية.
■ لكن ما الذي جعلك تختار مجال التكنولوجيا تحديدًا؟
– بصراحة، كلمات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الرقمنة والتحول الرقمي كانت نقطة تحول في حياتي. شعرت وكأنها موجهة لكل شاب لديه حلم. التكنولوجيا بالنسبة لي لم تعد رفاهية، بل طريق المستقبل. ومن هنا قررت أن أستثمر وقتي وجهدي في بناء تطبيقات تخدم المجتمع والاقتصاد.
■ حدثنا عن التطبيقات التي أطلقتها حتى الآن.
– لدينا أربعة تطبيقات رئيسية:
1. ترافل كلوب – Travel Gate: لتنشيط السياحة المصرية وربط السائح بالخدمات الموثوقة.
2. اتعابي: أول تطبيق قانوني شامل، يربط المحامين بالمواطنين لتقديم الاستشارات ومتابعة القضايا.
3. موهبتك: منصة وطنية لدعم المواهب الحقيقية، بعيدًا عن الابتذال والمحتوى الهابط.
4. صالوناتنا: تطبيق ذكي يربط الأسر بأفضل صالونات التجميل والحلاقة اعتمادًا على التقييمات والموقع الجغرافي.
■ هناك من قد يتساءل: ما الرابط بين هذه التطبيقات المتنوعة؟
– الرابط ببساطة هو خدمة المواطن المصري. نحن لا نعمل في مجال واحد، بل نحاول تقديم حلول لمشكلات يومية يواجهها الناس. الهدف أن يشعر المواطن أن التكنولوجيا قريبة منه وتخدمه في كل تفاصيل حياته.
■ هل تنظرون فقط إلى السوق المحلي؟
– إطلاقًا. نحن نرى أن مصر بوابة للعالم. كما أن قناة السويس ربطت الشرق بالغرب، نريد أن تكون تطبيقاتنا جسرًا رقميًا يصل من مصر إلى العالم. طموحنا أن ننافس التطبيقات العالمية، ونثبت أن الشباب المصري قادر على الابتكار والتأثير عالميًا.
■ وماذا عن الشباب أصحاب الأفكار والمشروعات الصغيرة؟
– هذا جزء أساسي من رسالتنا. نحن نفتح أبوابنا لأي شاب عنده فكرة تطبيق أو مشروع تكنولوجي. نقدم له كل الدعم: من التحليل والتصميم، إلى البرمجة، إلى النشر والتسويق. والأهم أننا نضمن له حقوق الملكية الفكرية. نريد أن نصنع جيلًا جديدًا من المبتكرين، لا أن نكون وحدنا في الساحة.
■ ما الذي تنتظرونه من الدولة والمؤسسات؟
– نحن نسير جنبًا إلى جنب مع رؤية الدولة المصرية، ونتمنى أن نحصل على دعم أكبر من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص. الدعم ليس ماديًا فقط، بل إعلاميًا وتنظيميًا. نحتاج إلى منصات مثل المؤتمرات والبرامج المتخصصة لعرض مشروعاتنا، تمامًا كما يحدث في برامج عالمية مثل Shark Tank.
■ إذا سألتك: ما الحلم الأكبر الذي تسعى لتحقيقه.. ماذا تقول؟
– حلمي أن أرى مشروعاتنا لا تخدم فقط مصر، بل مئات الملايين حول العالم. أريد أن يعرف الجميع أن مصر ليست فقط بلد التاريخ والحضارة، بل بلد الابتكار والتكنولوجيا. الوطنية الحقيقية في نظري هي أن نصنع مشروعًا يجعل العالم يقول: هذا إنجاز مصري.
المفاجأة
وراء كل هذه الأفكار والإنجازات يقف شاب واحد، هو عمرو فهمي، الذي قرر أن يحول حبه لمصر إلى قوة دافعة تبني مستقبلًا رقميًا جديدًا.