شهدت البورصة المصرية في جلسة تداول الأحد قفزة قوية في الأداء، إذ ربحت الشركات المقيدة نحو 18 مليار جنيه من رأسمالها السوقي بنهاية التعاملات، ليصل إلى حوالي 2.543 تريليون جنيه. وجاء ذلك وسط نشاط لافت في التعاملات التي تجاوزت قيمتها 12.2 مليار جنيه، منها ما يقرب من 3.9 مليار جنيه في سوق الأسهم المباشرة.
وعلى صعيد المؤشرات، ارتفع المؤشر الرئيسي «إيجي إكس 30» بنسبة 1.39% ليغلق عند مستوى 36,166 نقطة، في حين صعد مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70» بنحو 0.77% مسجلاً 10,838 نقطة، كما ارتفع مؤشر «إيجي إكس 100» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.80% ليغلق عند 14,374 نقطة. هذه المكاسب الجماعية تعكس حالة من الثقة والتفاؤل بين المتعاملين في السوق.
ورغم هذه المكاسب الكبيرة، شهدت الجلسة إيقاف تداول مؤقت لعدد من الأسهم بسبب تجاوزها الحدود السعرية المقررة بنسبة 5% صعوداً أو هبوطاً، وهو ما يعكس حالة من التذبذب الطبيعي في سوق نشطة تشهد تدفقاً ملحوظاً للسيولة.
المكاسب الأخيرة تعكس حالة من التفاؤل بأداء الاقتصاد المصري وتوقعات إيجابية لنتائج أعمال الشركات خلال الفترات المقبلة. لكن من المهم الإشارة إلى أن هذه الأرباح السوقية لا تعني بالضرورة ارتفاعاً مماثلاً في الأرباح التشغيلية، إذ قد تكون مدفوعة بموجات شراء من مستثمرين محليين وأجانب أو بمضاربات على بعض الأسهم القيادية.
وتظل هناك تحديات أمام استمرار هذا الأداء الإيجابي، أبرزها ارتفاع تكاليف التمويل نتيجة أسعار الفائدة، وضغوط التضخم على الشركات، بالإضافة إلى التذبذبات في الأسواق العالمية. ومع ذلك، فإن السوق المصرية تظل جاذبة في ظل الإصلاحات الاقتصادية، وتزايد الاهتمام المؤسسي المحلي والأجنبي، إلى جانب الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات القوية التي تستطيع الاستفادة من هذه الظروف.
باختصار، فإن تحقيق 18 مليار جنيه أرباحاً في رأسمال الشركات المقيدة في يوم واحد يُمثل مؤشراً مهماً على حيوية السوق المصرية، لكنه يتطلب إدارة حذرة من المستثمرين، وتركيزاً على أساسيات الشركات لضمان استدامة المكاسب بعيداً عن المضاربات قصيرة الأجل.